حقق فريق يوفنتوس انتصاراً مستحقاً على ضيفه ميلان 4-2 بعرض قوي تميز فيه الفائز بالتوازن والواقعية والمتعة, فيما تأرجح أداء الثاني الذي غاب عنه البرازيلي كاكا, بين الجيد تارة والضعيف تارة أخرى خصوصاً في الشوط الثاني الذي شهد تراجع الضيف وقد عابه بوضوح تفكك خطه الدفاعي وقلة الانسجام في خط وسطه.
افتتح اليساندرو ديل بييرو التسجيل في الدقيقة 16 من ركلة جزاء وعادل البرازيلي باتو النتيجة في الدقيقة 31 ثم تقدم يوفنتوس في الدقيقة 34 عبر كيليني وعزز النتيجة في الدقيقة 41 عبر أماوري, قبل أن يقلص امبروسيني النتيجة في الدقيقة 56, إلى أن ختم أماوري مهرجان الأهداف في الدقيقة 69.
بدا لاعبو ميلان في بداية المباراة أكثر إصراراً على الفوز فتميزوا بتحركاتهم النشطة مما وفر لهم أفضلية الاستحواذ على الكرة فيما كان يوفنتوس شديد التنظيم دفاعياً وأكثر فعالية ونجح في استثمار هفوات ميلان الدفاعية وهي العيب الواضح والوحيد الذي ظهر في أداء الضيف في الشوط الأول.
وفي المجريات نجح يوفنتوس في افتتاح التسجيل في الدقيقة السادسة عشرة حين تخطت تمريرة أرضية أمامية عادية الدفاع ووصلت لاليساندرو ديل بييرو الذي ما أن كان يهمّ بالانفراد حتى اعترضه من الخلف, المتأخر في التغطية, الظهير التشيكي ماريك يانكولوفسكي, فكانت ركلة جزاء انبرى لها ديل بييرو بإتقان تام, 1-0 ليوفنتوس.
لم يغير الهدف سيناريو اللقاء بل زادت هجمات ميلان وتكثفت عرضياته خصوصاً من الميسرة عبر يانكولوفسكي لكن دون طائل, إلى أن جاءت الدقيقة 31 وابتسمت للضيف حين اخترق البرازيلي رونالدينيو عمق منطقة الجزاء وعكس عرضية قصيرة متقنة لمواطنه باتو والأخير بانزلاق سهلته الأمطار أدرك تعادل مستحق, 1-1.
رغم التعديل والأداء الجيد من ميلان إلا أن دفاع الأخير لم يكن بمستوى باقي الخطوط فوقع في الدقيقة 34 بالمحظور مرة أخرى حين أفلت قلب الدفاع جيورجيو كيلليني من رقابة رونالدينيو وحوّل ركنية لعبها ديل بييرو برأسه في شباك الحارس كريستيان أبياتي, 2-1 ليوفنتوس.
وفيما كان الشوط الأول متجهاً لنهايته على نتيجة 2-1 كان للمضيف رأي آخر, فتوغل باولو دي تشيلي في الدقيقة 41 على الجناح الأيسر وعكس عرضية غاية في الروعة قابلها بارتقاء أكثر روعة مهاجم يوفنتوس أماوري هز بها الشباك برأسية لا تصد ولا ترد, 3-1 ليوفنتوس قبل الدخول لغرف الاستراحة.
انطلق الشوط الثاني بمبادرات هجومية أكثر وضوحاً من يوفنتوس دلت عليها تصويبة كلاوديو ماركيوزي البعيدة المدى الدقيقة 46, قبل أن يصحو ميلان من جديد ويبادر بدوره في بناء الهجمات الخجولة نوعاً ما, فبات شكل الشوط الثاني غيره تماماً عن الأول خصوصاً بعد طرد مدافع ميلان الظهير الأيمن جانلوكا زامبروتا لنيله إنذار ثان في الدقيقة 66, سيطرة من يوفنتوس وتفكك من ميلان كسرته بعض الصحوات الهجومية.
وفي ظل ذلك التجاذب نجح ميلان في تقليص الفارق في الدقيقة 56 حين استلم لاعب الوسط المتقدم ماورو امبروسيني الكرة وأطلق أرضية صاروخية غيرت قدم كيلّيني اتجاهها لتسكن شباك الحارس مانيغر, 3-2 ليوفنتوس.
ومع شعور لاعبي الـ"يوفي" بخطورة عودة منافسهم انطلقوا نحو الهجوم فاجتاحوا منطقة ضيفهم من كل حدب وصوب, وساعدهم في ذلك المساحات الكبيرة غير المغطاة من دفاع ميلان الناقص عدداً, وهو الذي كان بالأصل قليل المردود حتى قبل طرد زامبروتا.
أمام هذا الواقع المستجد التمس لاعبو المدرب كلاوديو رانييري ارتباك لاعبي ميلان ونجحوا وبجدارة واستحقاق في تسجيل الهدف الرابع في الدقيقة 69 حين تبادل أماوري الكرة مع المالي محمد سيسوكو لينفرد الأول بعد ترويض في الصدر ويسجّل في الزاوية القريبة له هدفه الشخصي الثاني والرابع لفريقه مؤكداً أن مدينة تورينو أحق بالاحتفال في هذه الأمسية من نظيرتها ميلان.