رب اجعلنى مقيم الصلاة
اذا ضاقت نفسك يوماً بالحياة .. فما عدت تطيق آلامها
وقسوتها ....
اذا تملك الضجر واليأس .. واحسست بالحاجة الى الشكوى فلم تجد
من تشكو له ...
واذا احسست ان الالم يكاد ينفجر فى صدرك وتجمدت العبارت فى
عينيك ....
فتذكر ان ربك رباً رحيماً .. يسمع شكواك ويجيب دعواك ...
لقد فتح لك بابه ودعاك الى لقائه .. رحمة منه وفضلاً ...
وتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم
أرحنا بها يا بلال
اذا ألممت بذنب فى غفلة من امرك فأفقت على لدغات ضميرك
تؤرقك ...
اذا نكست رأسك خجلاً من نفسك. . واحسست بالندم يمزق فؤادك .
اذا انقلبت خطيئتك سجناً يحيط بك من كل جانب ...
وحيثما توجهت سد عليك الافق وحجبه بالظلمات فتذكر ان لك ربأ
غفوراً يقبل التوبة .. ويعفو عن الزلة ...
قد فتح لك بابه ودعاك الى لقائه .. رحمة منه وفضلاً
وتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم
أرحنا بها يا بلال
اذا وقعت تحت وطأة الظلم و القهر .. فأردت ان تصرخ فكتم الخوف
صرختك فى الاعماق ...
اذا احسست بمرارة الذل وقسوة العجز تطأ هامتك وتحطم كيانك ...
اذا تمكن الخوف من قلبك فزلزل وجدانك .. وقهر كل معانى
المقاومة فى صدرك ...
فتذكر ان لك رباً عزيزاً قادراً .. ينصر المظلوم ويقهر الظالم
قد فتح بابه ودعاك الى لقائه رحمة منه وفضلاً...
وتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم
أرحنا بها يا بلال
اجل يا اخوتى .. انها الصلاة .. وهذه بعض معانيها إننا يا اخى
تعلمنا من الصلاة حركاتها وسكناتها
لكننا لم نفهم روحها ومعانيها .. ان الصلاة هى باب الرحمة وطلب
الهداية ...
هى اطمئنان لقلوب المذنبين والبؤساء هى معقل المسلم ومفزعه هى
ميراث النبوة ...
بروحها واحكامها متوارثة فى الأمة بظاهرها وباطنها ...
فهى تشتمل على اسمى معانى العبودية والالتجاء الى الله تعالى
والاستعانة به والتفويض اليه ...
لها من الفضل والتأثير فى ربط الصلة بالله تعالى والتقرب اليه
ما ليس لشىء آخر...
بها وصل المخلصون المجاهدون فى هذه الامة الى مراتب عالية من
الايمان واليقين .. من الربانية والروحانية ...
هى قرة عين النبى صلى الله عليه وسلم، فكان يقول: " وجعلت قرة
عينى فى الصلاة"
اخوتى ....
ليست الصلاة ان يقف الانسان بجسده فى المحراب وقلبه هائم فى
اودية الدنيا .. اننا بذلك قد افقدنا الصلاة معناها .. او قل
فقدنا معنى الصلاة ..
اخوتى : فلنبدأ من جديد فنتعلم الوقوف بين يدى الله تعالى ..
فلنتعلم الصلاة
قال الحسن البصرى رحمه الله عليه: اذا قمت للصلاة فقم قانتاً كما
أمرك الله . واياك والسهو والالتفات واياك ان ينظر الله اليك وتنظر
الى غيره ...
وتسأل الله الجنة وتعوذ به من النار وقلبك ساه لا تدرى ما تقول
بلسانك
وسئل حاتم الأصم كيف تصلى ...؟ فقال اقوم بالأمر ... وأمشى
بالخشية .. وأدخل بالنية .... وأكبر بالعظمة .. وأقرأ
بالترتيل والتفكير .. وأركعغ بالخشوع...
واسجد بالتواضع .. واجلس للتشهد بالتمام وأسلم بالنية ...
واختمها بالإخلاص لله عزوجل .. وأرجع على نفس بالخوف ...
أخاف ان لا يقبل منى .. واحفظ بالجهد الى الموت ...
هذه اخوتى هى الصلاة التى كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول
فيها
أرحنا بها يا بلال
من اجل ذلك اخوتى كانت الصلاة عماد الدين وركناً من اهم اركانه
تذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم
"ما من إمرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها
وركوعها الا كانت كفارة لما سبق من الذنوب مالم تؤت كبيرة وذلك
الدهر كله"
تذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم
عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة الا رفعك الله بها درجة
وحط بها عنك خطيئة".
تذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم
" من تطهر فى بيته ثم مضى الى بيت من بيوت الله ليقضى فريضة من
فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والاخرى ترفع درجة".
تذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم
أرحنا بها يا بلال
اخوتى ان الصلاة بين يدى لاله تعالى ليست حملاً ثستثقله
القلوب ....
إنها هدية ورحمة من الله تبارك وتعالى لعباده .. فتصورا اخوتى
ملكاً من ملوك الارض اهدى عبداً فقيراً هدية، ودعاه الى لقائه
تكرماً وتفضلاً فما كان من هذا العبد إلا ان القى بهديته وأعرض عن
لقائه ...
فكيف تكون غضبة الملك .. وكيف يكون عقابه .. وانتقامه؟؟؟!!!!
فما بالك بغضبه الجبار .. العزيز المنتقم ... ذى الطول شديد
العقاب .. حين يعاقب ذلك العبد الذى اعرض عن ذكره...
وتكبر عن السجود بين يديه عز وجل أو تكاسل عن تلبيه أمره
وندائه.
إنها لغضبة عظيمة وانتقام شديد ...
قال رسو الله صلى الله عليه وسلم
"من ترك الصلاة لقى الله وهو عليه غضبان"